العالم العربي الكيميائي عز الدين أيدمر بن علي الجلدكي هو العالم العربي المسلم ، من أبرز علماء القرن الثامن الهجري ويعتبر من عباقرة علم الكيمياء وفضله يظهر واضحا جليا من قوانينه التي وضعها في هذا العلم ومنها قانونه الذي قرر فيه ان المواد لا تتفاعل إلا بأوزان معينة وبعد خمسة قرون من وفاته أعلن العالم براوست قانون النسب الثابتة في الاتحاد الكيميائي ومنطوقه هو نفس نظرية هذا العالم العربي وفي كتابه البرهان في أسرار الميزان نراه أول من عرف صدى الصوت وعلله فيقول عنه: والصدى يحدث عن انعكاس الهواء المتموج من مصادمة حائل كجبل أو حائط ويجوز ألا يتسع الشعور بالانعكاس لقرب المسافة فلا يحس بتفاوت زماني الصوت وعكسه ..
وهو أول عالم نبه الأذهان إلى خطر استنشاق الانسان للغازات
والابخرة الناتجة من التفاعلات الكيميائية وضرورة اتخاذ الاحتياطات الكافية وهو إن
كان أوصى بوضع قطعة من القطن والقماش في انفه فلعل ذلك هو ما أوحى بالعلماء حاليا
إلى ان يستعملوا الكمامات في معامل الكيمياء وقد درس القلويات والحمضيات وتمكن من
ان يضيف مواد كيماوية إلى الصودا الكاوية المستعملة في صناعة الصابون للمحافظة على
الثياب من تأثير الصودا الكاوية إذ انها تحرق الثياب وأوضح في مؤلفاته تفصيلا
الانواع المختلفة للتقطير وشرح طرق التقطير التي تستعمل حاليا مثل الترشيح بأوراق
الترشيح والتقطير تحت الحمام المائي والتقطير المزدوج.
وهو أول عالم تمكن من فصل الذهب من الفضة وذلك بمعاملة المخلوط بحامض الأزوتيك وماء النار فتذوب الفضة ويبقى الذهب وماالت هذه الطريقة مستعملة حتى الآن في تقدير عيار السبائك المشغولة بالذهب والفضة. وفي وصفه للمواد الكيميائية لا يترك خاصية للمادة إلا ذكرها وأوضحها بل إنه يعتبر أول عالم تمكن من معرفة أن كل مادة يتولد منها بالإحتراق ألوان خاصة ومن أهم مؤلفاته في علم الكيمياء نهاية الطب وكتاب التقريب في أسرار التركيب ويبلغ كل منهما نحو ألف صفحة تحوي أهم أوصاف المواد وطرق تحضيرها وتنقيتها وتفاعلاتها ونواتج اتحادها وحواصل فصلها والتغيرات التي تحدث عليها بالاضافة إلى الفصل وكيفية المحافظة على هذه المواد وكل ما يمكن ان يعتبر اساسيا لطلب البحث والدرس في علم الكيمياء ومازالت مؤلفاته توضع كمراجع لعلم الكيمياء في مختلف جامعات العالم ..
توفي هذا العالم الجليل بالقاهرة عام 762 هجريا الموافق
1360 ميلاديا.
